الدروز هم احد الطوائف الباطنية التي تعيش في جنوب سوريا في السويداء
والجولان و الشوف لبنان و قليل منها في شمال فلسطين , وانشقت هذه الطائفة عن
الاسماعيلية ايام الحاكم بأمر الله الذي ادعى الالوهية عن طريق حمزة بن علي الزوزوني
(من زوزون في خراسان بفارس) , ومن معتقدات هذه الطائفة تأليه الحاكم بأمر الله و
الذي عرف عنه الكثير من النزعات الغريبة مثل ادعاء النبوة ثم الالوهية و امره
ببسلمة اسمه بدلا من الله في الخطب حيث اجبر الناس على قول (بسم الله الحاكم
المحيي المييت) (1) و امر بسب الشيخين على المنابر و كتابة ذلك ونحته على المساجد
و المقابر (2), وكان يطلق شعره و اظافره لتطول احيانا و يحب المشي ليلا مع حراسته
في الشوارع و غير ذلك من الامور العجيبة وكانت هذه الامور من اهم ما جعلت الدروز
يعتقدون بألوهيته لأن تصرفاته لها ظاهر و باطن و المعروف للانسان العادي هو الظاهر
اما الباطن فهو من اختصاص الدروز وحدهم (3). و قد نشر دعوته بداية محمد بن اسماعيل المعروف ب(نشتكين
الدرزي) و غضب عليه حمزة بن علي لاستعجاله في نشر الدعوة و كذلك لتحريفه رسالته
بغرض تنفير الناس من حمزة بن علي فامر حمزة بقتله وجماعته (4) , و من احد معتقدات الدروز الصلاة الاسبوعية
يوم الخميس لانه يصادف يوم مولد حمزة بن علي و الحاكم بأمر الله . ةقد ثار اهل مصر
عليه مما اضطره للاختباء و ارسال الدعاوي السرية من معكتفه و كان هذا الاختفاء بعلم الحاكم و ذلك خوفا من
ثورة الناس عليه فكان يدعمه ماديا ومعنويا (5) , وبعد اغتيال الحاكم على يد اخته
هرب الزوزني لبلاد الشام و استقر في وادي التيم حيث يكثر اتباعه و هلك فيها (6)
كما يعتقد الدروز بعدم موت الحاكم وانه سيعود يوما ما
مع جيش قوامه مليونين ونصف مليون محارب من يأجوج و مأجوج يدخلون مكة
ويقتلون من هو ليس على مذهبهم و من يبقى يعيش في ذل وهوان وهم لا يؤمنون بجنة او
نار او يوم حساب او عقاب و يؤولون كل منها تأويلا باطنيا ,فيوم الحساب هو نهاية
مراحل الاراوح و تطورها و يظهر فيها الحاكم (7) و الجنة هي العلم والمعرفة والعقل
و النار هي الجهل و عدم ادراك الوهية الحاكم .
و قد ورد في احد رسائلهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد طمس
الرسالة و لم يبلغها و طمس معالمها بالظلم و الإبلاس و جميع اصحاب الشرع فعلى هذه
السنن يجرون (8) وربما لذلك لا تجد منهم من يسمى بإسم (محمد ) او (احمد) . وكسائر
الحركات الباطنية فإن هذه الديانة تستلزم على اتباعها السرية و فيها ما فيها من
الخلوات ,ففيها ان الرجل منهم لا يطلع على اسرار العقيدة الا بعد سن ال40 بعد
امتحان شاق و عسير لسنين حتى يثق به المشايخ المسمية ب(العقال) ويطلعوه على بعض
اسرار الدين (9) وينقسم المجتمع فيهم الى جهال و عقال و العقال ينقسمون الى رؤساء
وعقلاء واجاويد و هناك طبقة المتنزهون
الذين لا يتزوجون ولا يأكلون لحما ويصومون كل يوم و ينزهون انفسهم عن الفاظ الفحش
والبذاءة (10).
حاول بعض الناس نشر اسرار
الديانة الدرزية لكنهم جوبهوا بالتهديدات بالقتل و الشتائم فهم لا يسمحون للغير
بأن يبحث في حقيقة دينهم , كما حدث للشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض الذي عندما بدأ
بكتابة بضعة حلقات في مجلتي المنهل و راية الاسلام التي تصدر في جدة و الرياض(11)
, وكما حصل مع محمد الخطيب الذي توالت عليه مكالمات هاتفية تهدده بالقتل و جمعوا
ما يستطيعون من كتابه (عقيدة الدروز عرض و نقض) و ما حدث ايضا مع الدكتور
عبدالرحمن البدوي ففي كتابه (مذاهب الاسلاميين)
(12) بل ان حتى الدروز منهم مثل عبدالله النجار الذي كان يدافع عن هذه
الديانة عندما نشر كتابه (مذهب الدروز و التوحيد) جمعوا كتبه واحرقوها و اغتالوا
النجار لاحقا (13) . و من كتبهم (رسائل
الحكمة) لحمزة التميمي و بهاء الدين الدرزي , و كتاب (النقط و الدوائر) الذي طبع
في البرازيل عام 1920 , وهناك مصحف للدروز اسمه ( المصحف المنفرد بذاته) يعتقد ان
كاتبه كمال جنبلاط الذي تعاون مع (عاطف العجمي) في كتابته (وقال عنه الاخير بأنه يكاد يفوق
بلاغة القرآن! ) و كتب بخط ( الشيخ عبدالخالق ابي صالح) (14) وهو تلفيق من القران
و الحكم اليونانية والهندية وتسمى السور
فيه ب(الاعراف) تماشيا مع ما يطلق على الدروز ب(كنت بالأعراف ووصفت بالأشراف) .
(1)
خطط
الشام – محمد كرد علي 6/263
(2)
الحاكم
بأمر الله و أسرار الدعوة الفاطمية – محمد عبدالله عنان ص76
(3)
الحركات
الباطنية في الاسلام – مصطفى غالب ص 241
(4)
مذهب
الدروز و التوحيد – عبدالله النجار ص 114
(5)
أضواء
على مسلك التوحيد – سامي مكارم ص 72-73
(6)
الحركات
الباطنية في العالم الاسلامي – د.محمد الخطيب ص 214-215
(7)
مذهب
الدروز و التوحيد : عبدالله النجار ص 81
(8)
الحركات
الباطنية في العالم الإسلامي – د.محمد الخطيب ص 303
(9)
الرحكات
الباطنية للخطيب ص 286 و الدكتور عبدالمنعم النمر ص 260
(10)خطط الشام 6/ 266-267
(11) مخطوطة حسر اللثام عن الإسلام رقم 697 الجامعة اليسوعية بيروت
(12)مذهب الدروز و التوحيد ص 8
(13) الحركات الباطنية في العالم الاسلامي 299
(14) ايها ادرزي عودة الى عرينك / ص 49 , الحركات الباطنية في العالم
الاسلامي ص 314
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق