في العادة لدى المسلمين يعتبر اليهود افضل من النصيريين لسبب واحد , وهو ان احدهم من (أهل الكتاب) بينما التالي من الحركات الباطنية التي تم تكفيرها على يد أكثر من عالم , ولكن بالرغم من ذلك هناك الكثير من التساؤلات تثار عن الشبه في تصرفاتهم و أسلوب تعاملهم مع الآخرين .
من ذلك ان كلا القومين دينهم مبني على الكراهية , اليهودي يعتبر ان الغير يهودي او ما يسمونه (الجوييم) اقل من مرتبة البشر , يقول التلمود في ذلك " فإذا مات خادم ليهودى أو خادمة وكانا من الأجانب فلست ملزمًا بأن تقدم له التعازى باعتباره فقد إنسانًا، بل باعتباره فقد حيوانًا من الحيوانات المسخرة له". و في النصيرية يعتبر النصيريون ان لعن و قتل كل من يحب الصحابة واجبا في عقيدتهم , يقول قداس الإشارة في دينهم "عن ابي شعيب محمد بن نصير النميري أنه قال "اللهم العن فئة أسست الظلم و الطغيان الذين هم التسعة رهط المفسدين (يقصد العشرة المبشرين بالجنة باستثناء علي و يذكرونهم بالاسم لاحقا) .. ,والعن المذهب الحنفي و الشافعي و الحنبلي و المالكي وكل من يعتقد في علي بن أبي طالب آكلا أو شاربا او مولودا او ناكحا" و يكرهون بشدة صلاح الدين الايوبي و كل القادة المسلمون.
و لا يغفل عنا كون اليهود اقلية منغلقة شأنها شأن النصيريين , الأمر الذي دعا النصيرية لأن يعوضوا هذا الامر باعتقادهم بأنهم شعب مختاربرغم كونه محتقرا في نفس الوقت , يقول المؤرخ الفرنسي فاليراس Weulersee في كتابه (دولة العلويين) "انها طائفة حبست نفسها في عزلة دينية وقد أصابتها عقدة نقص , شعب محتقر و لكنه مختار ,ففي اساس مركب النقص توجد رغبة للتعويض و يدون هذا ما كان يتسنى للطائفة ان تستمر في وجودها كجماعة مغقلة" , و كذلك اليهود الذين يقول تلمودهم في ذلك:"إن الشعب المختار الذي يستحق الحياة الأبدية هم اليهود، وأما باقي الشعوب فمثلهم كمثل الحمير" . و من المعتقدات المتشابهة ان النصيرية يعتقدون ان الذبيح هو إسحاق عليه السلام و ليس إسماعيل حيث ورد في الأسوس احد كتبهم المقدسة (أما علمت أنّ الأنبياء، عليهم السلام، كانت الملائكة تأتيهم مثل إدريس وذو الكفل وإبراهيم الوفي، خليل الله، و((إسحاق الذبيح)) ويعقوب وإسرائيل الله، وما كان من أمثالهم".
و كان الانغلاق على الذات سببا في تأسيس الاجتماعات السرية و المحافل, فقام اليهود بتأسيس الماسونية و جماعة النورانيين (Illuminati) والتي ينبغي لمن ينضم اليها المرور بطقوس تقضي عليه السرية المطلقة و ان يحلف بأغلظ الأيمان بأن لا يفشي سر الجماعة , و كان الامر مشابها لدى النصيرية محافلهم السرية التي يحرم حتى على النساء الاطلاع عليها فيما يسمى ب(الخلوات) حيث يتعين على المنتسب لدينهم ان يمر بطقوس غريبة ابتداء من تزكيته عن طريق احد المشايخ الثقات و من ثم شرب الخمر و ان يضع حذاء سيده على رأسه و يتعهد 12 كفيلا بأن يقطعوه تقطيعا إن هو أفشى سرهم .
أدت هذه السرية في العمل الى أمر حتمي ,وهو التغلغل بهدوء حتى الوصول للهدف بأقل ضجة ممكنة تفاديا للنقمة التي يمكن ان تجرها عليهم مخططاتهم . يقول الاستاذ خليفة التونسي في كتاب (الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون) "اجتمع في مؤتمر بال بسويسرا نحو ثلثمائة من أعتى حكماء صهيون كانوا يمثلون خمسين جمعية يهودية،وقد قرروا في المؤتمر خطتهم السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود، و كانت قرارتهم فيه سرية محوطة بأشد أنواع الكتمان والتحفظ الا عن اصحابها بين الناس، اما غيرهم فمحجوبون عنها ولو كانوا من أكابر زعماء اليهود) , ما يشبه مؤتمرا اقامه النصيرية في حمص في 18/تموز/1963 بعد انقلاب حزب البعث بحوالي 4 شهور والذي أقر فيه انشاء دولة للعلويين و جعل عاصمتها حمص و زيادة نسبة النصيرية في الجيش و توطين اهل الجبال في المدن تجهيزا للمخطط .
بل وصل التشابه بين النصيرية و اليهود أن اول فرقة عسكرية يهودية كان اسمها (فرقة الدفاع) او الهاجانا , واول فرقة نصيرية عسكرية اسمها (سرايا الدفاع) .
و يتفانى النصيرية في انكارهم لدينهم اما عن جهل او معرفة , شأنهم شأن اليهود الذين يكذبون البروتوكولات الصهيونية , ولكن الواقع لا يحتاج لشهادة احدهم كي يمكننا ادراك الحق من الزيف ,فصوت المدافع و الطائرات و اخبار الذبح بالسكاكين اقوى من أي متنطع منكر للحقيقة. و لن ننسى اتهام اليهود لمن ينتقدهم ب(معاداة السامية) و (العنصرية) و اتهام النصيرية لأعدائهم ب (الطائفية) و (التكفيرية) .. و لولا الاطالة في الكلام لتوسعنا اكثر في وصف اوجه الشبه الرهيبة بين كلا الطائفتين النصيرية و اليهودية لكن بعد الدلائل التي تم ذكرها , لا نعتقد اننا بحاجة للمزيد حتى ندرك ان خطر النصيرية أشد من الصهاينة كلهم.