الجمعة، 25 يناير 2013

النصيرية في عهد الحروب الصليبية و التترية ,تاريخ يتكرر عبر القرون

قال الامام الغزّالي رحمه الله في كتاب فضائح الباطنية عن النصيرية قائلا "إن هذه الدعوة لم يفتتحها منتسب الى ملة ولا معتقد لنحلة معتضد بنبوة فإن مساقها ينقاد إلى الانسلال من الدين كانسلال الشعرة من العجين" وقال فيهم , أنهم قالوا "قد تفاقهم أمر محمد واستطارت في الأقطار دعوته حتى استولوا على ملك أسلافنا و انهمكوا في التنعم في الولايات, فلا مطمع لمقاومتهم بقتال و لا سبيل لاستنزال عما أصروا عليه إلا بمكر و احتيال , فسبلينا ان ننتحل عقيدة طائفة منهم هم (اركهم عقولا و أسخفهم رأيا و ألينهم عريكة لقبول المحالات) وأطوعهم للتصديق بالأكاذيب المزخرفات ,فنتحصن بالانتساب إليهم و الاعزاء إلى أهل البيت عن شرهم. ونتودد إليهم ونتباكى على ما حل بآل محمد ونتوصل به إلى تطويل اللسان في أئمة سلفهم الذين هم أسوتهم و قدوتهم . حتى أذا قبحنا أحوالهم في أعينهم وما ينقل إليهم من شرعهم بنقلهم و رواياتهم اشتد عليهم باب الرجوع إلى الشرع وسهل علينا خلعهم عن الدين"(1).

كان الغزّالي من اكثر الناس ربما معرفة بالباطنيين الذين دخل بينهم لمعرفتهم عن كثب , وكلامه يفسّر كثير من افعال و اقوال هؤلاء الذين انتسبوا الى الاسلام تغطية لرغباتهم . و لكن لو غضضنا النظر لوهلة عن كلام الغزّالي , فهل سنحتاج تفسيره اذا ننظر لتاريخهم ؟

أورد ابن كثير في احداث سنة 717 هـ ظهر في جبال بلاطنس من عمل اللاذقية رجل من النصيرية ادعى انه المهدي محمد بن الحسن العسكري , وزعم تارة انه علي بن أبي طالب و طورا أنه محمد بن عبدالله صاحب البلاد و صرح بكفر المسلمين و ان النصيرية على حق , واحتىوى هذا الرجل عقول كثير من كبار النصيرية , فتبعه من النصيرية خلق نحو 3000 الاف ,وهجم على جبلة و الناس في صلاة الجمعة فنهب أموالها و قتل اهلها و خرجوا منها يقولون لا إله الا علي و لا حجاب الا محمد و لا باب الا سلمان و سبّوا الشيخين , فصاح أهل البلد و إسلاماه , وا سلطاناه وا أميراه , فلم يكن لهم يومئذ ناصر و لا منجد و جعلوا يبكون و يتضرعون الى الله , فجمع ذلك الضال تلك الاموال و قال "لم يبق للمسلمين ذكر ولا دولة ولو لم يبق معي سوى عشرة انفس لملكنا البلاد كلهاّ ونادى في تلك البلاد بالمقاسمة بالعشر كي يرغب الفلاحين فيه وامر اصحابه بإخراب المساجد و اتخاذها خمارات و كانوا يقولون لمن يأسرونه من المسلمين "قل لا اله الا علي , واسجد لإلهك المهدي الذي يحيي و يميت حتى تحقن دمك ويكتب لك فرمان" فجردت إليهم الجنود من طرابلس فهزموهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا ومنهم مهديهم الضال (2)
عندما غزا الصليبيون ديار المسلمين حاصروا مدينة انطاكية ,كان النصيرية ينزلون الى السواحل من جبالهم ليقدموا للصليبيين ما يحتاجون اليه , واستمر الحصار7 شهور , كاد الجوع و التعب يفتك بالصليبيين , كان هناك حارس على احد الابراج في المدينة وهو النصيري (فيروز) الذي عينه الامير السلجوقي (ياغسيان) ,فقان هذا الحارس بالاتصال بالقائد الصليبي بوهيموند ليسلمه البرج مقابل هبات و عطايا يأخذها مقابل ذلك. وتم الاتفاق .عند الفجر دخل الصليبيون المدينة واستباحوها عن بكرة ابيها (3) و كان النصيرية كما يقول ابن تيمية فيهم "و من المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم وهم دائما مع كل عدو للمسلمين "(4) . و بالحديث عن ابن تيمية في فتواه المشهورة, فبالرغم من فتواه التي ينظر البعض اليها على انها شديدة و قاسية , فقد أورد ابن كثير في البداية و النهاية انه في عام 699 هـ أخرج نائب السلطنة في دمشق جمال الدین أقوش الأفرم جیشا مًن دمشق في یوم الجمعة في 20 / شوال/699 ھ، وخرج ابن تیمیة ومعه خلق كثیر من المتطوعة والحوارنة، لقتال أھل تلك الناحیة بسبب فساد دینھم وعقائدھم وكفرھم وضلالھم، وما كانوا عاملوا به عساكر المسلمین فھزمھم جیش المسلمین، وجيء برؤسائهم إلى الشيخ ابن تیمیة، فاستتابھم وبین للكثیر منھم الصواب وحصل بذلك خیر كثیر، والتزموا برد ما كانوا أخذوه من أموال الجیش، وقرر علیھم لبیت المال أموالا كًثیرة، وأقطعت أراضیھم وضیاعھم الملة، وما كانوا قبل ذلك یلتزمون أحكام ولا یدینون دین الحق ولا یحرمون ما حرم لله ورسوله , وفي سنة 704 ھ، عاد ابن تیمیة لمقاتلة ھؤلاء ومعه جماعة من أصحابه، فاستتابوا خلقا كًثیرا مًنھم وألزموھم بشرائع الإسلام“ (5) , ولعل فتواه خرجت بعد رؤيته لعدم جدوى هدايتهم بعد كل خياناتهم ونقضهم المستمر للعهود .
بل إن فتوى الغزّالي رحمه الله ربما هي أشد قسوة من فتوى ابن تيمية , حيث يقول الغزّالي "و القول الوجيز فيه أن يسلك فيهم مسلك المرتدين في النظر في الدم و المال و النكاح و الذبيحة و قضاء العبادات , اما الأرواح فلا يسلك بهم مسلك الكافر الأصلي , إذ يتخير الامام في الكافر الاصلي بين أربع خصال و لا يتخير في حق المرتد ,بل لا سبيل لاسترقاقهم ولا الى قبول الجزية منهم ولا الى المن و الفداء و انما الواجب قتلهم و تطهير وجه الارض منهم و ليس يختص جواز قتلهم ولا وجوبه بحالة قتالهم ,بل نغتالهم و نسفك دماءهم و اما صبيانهم عرضنا عليهم الاسلام فإن قبلوا قبل اسلامهم و أن أصروا على كفرهم متبعين فيه آباءهم مددنا سيوف الحق الى رقابهم , اما النسوان فإنا نقتلهم مهما صرحن بالاعتقاد الذي هو كفر على مقتضى ما قررناه" (6). وهذا كان قبل دخول التتار الى بلاد المسلمين.
و عند دخول التتار لبلاد المسلمين , كان النصيرية من اقل الناس قتالا لهم ان لم يكونوا اكثرهم تعاونا معهم ,يقول محمد كرد علي , عند دخول التتار لبلاد الشام ,انه في عام 699 و في اثناء هروب الناس من الشام الى لبنان أمسك بهم اهل كسروان (وهم جلهم من النصيرية و المجوس ) ونهبوهم و قتلوهم كثيرا ,بل أنهم أمسكوا بعضا منهم و باعوه للفرنج (7).
يقول محمد غالب الطويل وهو نصيري في كتابه (تاريخ العلويين) "جاءت درة الصدف بنت سعد الانصار الى تيمور لنك (والذي قال عنه الكاتب بأنه علوي محض من ناحية العقيدة ) ومعها اربعون بنتا (باكرة) من بنات العلويين وهي تبكي و تنوح وتطلب الانتقام لأهل البيت فوعدها تيمور لنك بالثأر فكان ذلك سببا في الفظائع مما نزل بأهل الشام مما لم يسمع به أحد (8) .
و كان تاريخ النصيرية منذ ايام صلاح الدين مليء بالكراهية نحو الاسلام , وقد تجلى ذلك بمحاولة الحكام منذ صلاح الدين مرورا بالظاهر بيبرس و السلطان محمد قلاوون و السلاطين العثمانيين سليم الثاني و ابراهيم محمد علي باشا و عبدالحميد الثاني ,محاولة اصلاحهم , فقد بنوا لهم المساجد وكانوا كل مرة يخربونها و يحولونها لبيوت او حظائر للحيوانات او خرائب (9) و كتب ابن بطوطة في كتابه (تحفة النظار في عجائب الامصار) قائلا : "قد حرص الظاهر بيبرس على القضاء عليهم عن طريق إلزامهم ببناء المساجد في كل قرية، ولكنهم " بنوا بكل قرية مسجدا بعيدا عن العمارة، ولا يدخلونه ولا يعمرونه، وربما أوت إليه مواشيهم ودوابهم وربما وصل الغريب إليهم فينزل بالمسجد، ويؤذن إلى الصلاة فيقولون: لا تنهق علفك يأتيك" (10).
و بعد ان رحل التتار و الصليبيين , كان ابلغ ما قيل فيهم ربما هو قول محمد ابو زهرة "وقد كانت النصیریة أثناء الھجمة على العالم الإسلامي عونا لًلصلیبیین على المسلمین، ولمااستولوا على بعض دیار المسلمین، قربوھم وأدنوھم، وعندما تمكن المسلمون من طرد
الصلیبیین، اعتصم النصیریون في جبالھم، واقتصر عملھم على تدبیر المكائد والفتن، ولما أغارالتتار بعد ذلك على بلاد الشام، مالأھم أولئك كما مالأوا الصلیبیین من قبل، فمكنوا للتتار من الرقاب، حتى إذا انحسرت غارات التتار، قبعوا في جبالھم قبوع القواقع في أصدافھا، لینتھزوا فرصة أخرى" (11). و لا زالوا على هذه الحال منذ ذلك الزمان , التاريخ يتكرر و الوجوه فقط ما يتغير.



(1) فضائح الباطنية : الامام ابو حامد الغزّالي ص 26 -27
(2) البداية و النهاية : ابن كثير احداث سنة 717 ص 2147 طبعة بيت الأفكار الدولية لبنان 2004 , خطط الشام : محمد كرد علي المجلد 2 ص 143 .
(3) أثر الحركات الباطنية في عرقلة الجهاد ضد الصليبيين : يوسف الشيخ عيد ص 254
(4) الفتاوى لابن تیمیة: ج 35 / ص 150-151
(5) البدایة والنھایة لابن كثیر، ج 14 / ص 35 ،12 ، طبعة دار الفكر – بیروت 1978
(6) فضائح الباطنية ص 141-142
(7) خطط الشام : المجلد 2 ص 138 .
(8) تاريخ العلويين : محمد امين غالب الطويل ص 329 نسخة مطبعة الترقي , ص 390 نسخة مطبعة الاندلس .
(9) خطط الشام المجلد الثاني و الثالث
(10) رحلة ابن بطوطة المسماة: تحفة النظار في غرائب الأمصار المجلد الاول ص 96
(11) تاريخ المذاهب الاسلامية : محمد ابو زهرة طبعة دار الفكر القاهرة – ص 52-53

الأربعاء، 9 يناير 2013

خواريف المسلمين السنة – المطية النصيرية الرخيصة



سنتناول هنا الخراف المسلمون السنة الذين كانوا اول اكباش التضحية على مذبح النصيرية بعد ان استهلكوا و كيف كانوا دوما يعتقدون ان العلمانية هي ما ستوفر لسوريا مستقبلا باهرا , وغضوا النظر بملء ارادتهم  بل وبغبائهم عن حقيقة الطوائف الباطنية التي لم تستطع حكمهم  الا لعنادهم و تعاميهم المتعمد عن الحقيقة  ,الامر الذي لم يكلفهم فقط ,بل كلف المسلمين من ورائهم ويلات لم تعرفها سوريا لا في عهد التتار و لا في عهد الحروب الصليبية البشعة , وسنجمع من تسعفنا الذاكرة في تذكرهم و ان كانوا كثرة ,علّ اللاحقين يتعظون بالسابقين ,و الشقي من لم يتعظ بغيره .
صلاح الدين البيطار :  من عائلة دمشقية محافظة لكنه عندما سافر الى فرنسا شرب منها القومية و الافكار الغربية  في عام 1947 اسس (حزب البعث العربي) مع عفلق و الارسوزي النصيري الذي كان يحتقر الاسلام و يكره العربية (التي لم يبدأ  يتعلمها الا بعد عام  1940 حيث كان يتكلم الفرنسية) ,وفي حياته كلها كان يلهث بشدة دون تحقيق نتائج واقعية على الارض ,فقد كان ينظم الاضرابات العمالية مع الحوراني و عفلق , وساهم في توقيع عريضة الانفصال مع مصر. ولاحقا ندم على ذلك. وكان دوما واجهة يحكم من خلاله الباطنيين فلم يكن له رأي يعتد به امام العسكر. حيث انه اثناء الانفصال وبعده مال العسكر بسبب انتمائهم الطائفي الى النصيري زكي الارسوزي و وهيب الغانم . فهرب من صلاح جديد بعد انقلاب  1966  و استقال من الحزب سنة 1967 , اعاده حافظ  بعد انقلاب 1970 لكنه اختلف معه وهرب الى بيروت ومنها الى باريس , يصف سامي الجندي البيطار في كتابه (البعث) قائلا  بعد أن شاهد تسجيلا مصورا لمشاهد الاعدام في سجن تدمر "خرجت ولم أقل شيئا ,وإذا بالاستاذ صلاح البيطاار يدخل لاهثا قال لي" هل صورت فعلا مشاهد الاعدام؟! قلت"نعم, قال للضباط الموجودين " إياكم أن تنشر فقد تسبب لنا قضية عالمية و بقي هناك حتى قص المختصون كل المشاهد المثيرة ,لكن بعضها تسرب خارج سوريا" .وكان البيطار مع عفلق يشاهدان الطائفية وهي تنتشر امامهما , لكنهما آثرا السكوت في سبيل الحفاظ على سمعة الحزب.
هرب البيطار الى بيروت سنة 1966 حيث تعرض فيها لمحاولة اغتيال ثم هرب الى  باريس حيث تم اغتياله في 21/7/1980 هناك  على يد المخابرات السورية .

اكرم الحوراني :من المحسوبين على المسلمين السنة .عضو سابق في الحزب القومي السوري ,اسس الحزب العربي الاشتراكي عام 1949 و اندمج لاحقا مع حزب البعث ليصبح حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952 , صاحب تاريخ  مشبوه و اسود , هرب من لبنان اثناء دراسته بسبب اشتراكه في محاولة اغتيال رئيس  الوزراء (صبحي بركات) , و كان يدبر الانقلابات تلو الانقلابات حتى انه انقلب على صديق طفولته اديب الشيشكلي بعد ان دعمه الشيشكلي و زاد من هيمنة حزبه على الساحة السورية. يساري على الدوام , يصفه محمد ابو عزة في كتابه (الانقلابات العسكرية) بقوله " كان من عادته ان يقف وراء كل انقلاب عسكري جديد يدعمه بقلمه و أنصاره ثم ما يلبث ان يصطدم بصخرة الحكم العسكري  فيتوارى  استعدادا لانقلاب جديد" وحاول من بعدها تحزيب ضباط الجيش و الزج بالحزبيين للانتساب في الجيش .  .لم يستلم سوى منصب واحد وكان صوريا وضعه فيه جمال عبدالناصر ليبقى تحت مراقبته وهو نائب رئيس الجمهورية وغضب بسبب ذلك و استقال من حكومة عبدالناصر و اصبح ينتقد حزب البعث نفسه ويصفه بأنه باع نفسه لعبدالناصر حتى تم فصله من الحزب عام 1962 و هرب من سوريا عام 1964 عندما حاول الاتصال مع البعث العراقي . حارب في سبيل الباطنيين بشكل اكثر منهم ,تمت تحت نظره العمليات الطائفية و انتقدها كل المسلمين السنة في وقتها الا هو كان يرى فيها تحقيقا للعدالة الاجتماعية لكسر عزلة الطوائف الباطنية بعد اعلان دمشق اعتقلت ابنته فداء و كتب احد اعضاء جبهة الانقاذ العربي معلقا "فداء ، ابنة أكرم الحوراني الذي أنقذ الطائفة العلوية من التهميش يحاكمها «نظام القنانة» بتهمة وهْن نفسّ" . في النهاية مات وحيدا شريدا طريدا في عمان 1996.
يوسف زعيّن : رئيس الوزراء ايام رئاسة امين الحافظ  و نور الدين الاتاسي ,كان متعاطفا و صديقا حميما لصلاح جديد و إبراهيم ماخوس بسبب يساريته المتشددة , عندما قام حافظ  بانقلابه عام 1970 اعتقله و سجنه 12 سنة ثم خرج ومات بالسرطان .

امين الحافظ :شخصية عسكرية متزمتة , قليلة الفهم كثيرة الكلام .رئيس الكلية الحربية في حمص قبل الوحدة وكان يشجع على البعثية بالرغم من عدم انتسابه للحزب .عينه عبدالناصر كملحق عسكري في الارجنتين ووظفه ايليا كوهين  ليكون العوبة في يد الحاكمين الباطنيين في سوريا عند استدعائه من الارجنتين بعد الانقلاب, على النحلاوي عام 1963 و عينه صلاح جديد (الحاكم الحقيقي لسوريا ما بين 1963حتى 1970) رئيسا لسوريا ثم قاموا بالانقلاب عليه بعد فضح محمد عمران و احساسه بالطائفية المستشرية وثم احساسه بطائفية صلاح جديد و حافظ الوحش لاحقا في عام 1966 ,حاصروه في فيلته و قتلوا جميع حرسه بالتعاون بين الدروز و النصيرية و الاسماعيليين جميعهم ,سجن ثم افرج عنه و نفي وعاد قبل موته يترجى دخول سوريا ودخلها ثم مات فيها بعد فترة قصيرة.
احمد سويداني : (الكلب المدلل) لصلاح جديد , كان احد اعضاء اللجنة العسكرية الموسعة التي  اسسها الباطنيون سنة 1959 وضموه اليها بعد الانفصال لاحقا.  استلم منصب رئيس المخابرات العامة ايام امين الحافظ , ومن ثم تم تعيينه كقائد الجيش في الجولان وكان اول الفارين منها في حرب 67 تاركا الجيش دون قيادة  بناء على تعليمات حافظ و صلاح  اللذان امراه بالانسحاب ,ففر لا يولي على شيء , تم ابقائه في منصبه 6 شهور فقط حتى عزله حافظ وحش عام 1968 و صدر امر باعتقاله عام 1969 فحاول  الهروب للسفارة الجزائرية التي لم تستقبله ثم حاول الفرار الى لبنان لكن حافظ امسك به و سجنه في المزة بجوار امين الحافظ و بقي هناك 25 سنة  حتى عام 1994 ثم خرج مريضا و مات بعدها بعدة شهور بالسرطان.
محمد عيد عشاوي : وزير الداخلية في عهد رئاسة نور الدين الاتاسي عندما جاءه اهالي معتقلي تدمر يطالبونه باطلاق سراح المعتقلين قال لهم: انسوا الموضوع لقد دخلوا بارجلهم ولن يخرجوا الا على ظهورهم...
جاءه اهل مدينته في ديرالزور يشكون اليه تغلغل النصيرية في المناصب و عدم قبول اولادهم ,فقال لهم باستهزاء : سوف تبقون يا اهل الدير (رجعيين) .. اعتقله حافظ الاسد و بقي 30 سنة في السجن ثم خرج و غرق في نهر الفرات غير مأسوف عليه
ناجي جميل : استلم قيادة سلاح الجو من عام 1970 حتى 1978  على عهد حافظ , كان مخلصا لحافظ لدرجة انه ابلغ حافظ بأن رفعت اخوه يحاول الانقلاب عليه فصفعه على وجهه امام عدد من الضباط و اهانه بشدة امامهم . وتم عزله من منصبه عام 1978 و لا اعلم ما كانت نهايته لاحقا , يصفه حمود الشوفي بأنه من حثالات السنة و ضابط فني لا يفقه بالجيش شيئا .
عبالرحمن الخليفاوي : مسلم من اصل جزائري ولد في حلب , شخصية عسكرية فجة و خرقاء , يعتبر احد النماذج الاخرى لأمين الحافظ , تم تعيينه كرئيس وزراء سنة 1971-72 و بين 76-78 , كان بعثيا فقط ايام كان طالبا . كان يحب الحركات البهلوانية , حيث كان يقطع الاشارة امام شرطي المرور فإذا لم يحرر به مخالفة كان ينزل و يضربه . اصيب بخيبة امل عندما علم انه رئيس وزراء بالاسم و عندما اكتشف ان رفعت يقوم بالتهريب قام بشكوته لحافظ , فقام بعزله .
حكمت الشهابي : من المحسوبين على المسلمين ايضا , مواليد حلب , ليس لديه تاريخ حقيقي الابعد ان استلم حافظ السلطة سنة 1970 , كان رئيس الاركان منذ عام 1974 , كان صاحب منصب صوري حيث لم تكن لديه أي قاعدة يمكنه التأثير من خلالها بأي شكل على الحكم , عينه حافظ ايام مرضه ضمن لجنة سداسية لادارة الامور في سوريا .و احيل للتقاعد سنة 1998 رغما عنه بعد وضع علي اصلان مكانه.
نور الدين الاتاسي : يصفه آل الاتاسي في حمص بأنه "اكبر رجل كرسي في سوريا" , من انصار صلاح جديد الذي عينه بعد الانقلاب على امين الحافظ كرئيس (رجل كرسي) لسوريا , قال في احدى خطبه قبل حرب  67 "سنجعل الاسطول الامريكي السادس طعاما للسمك" و لكن السمك لم يرى أي اساطيل لان الجولان سقطت في اقل من 6 ايام . عندما اشتد الصراع بين الباطنيين بقيادة صلاح جديد و المسلمين السنة بقيادة امين الحافظ سنة 1965 اصطف الاتاسي مع (القطريين) الذين كانوا تحت قيادة جديد. سجنه حافظ بعد انقلابه على جديد عام 1970 في سجن المزة و لم يفرج عنه الا 1992 و توفي بعدها ب  4 شهور في باريس .
عبد الحليم خدام :اكثر من خدم النصيرية و اكثرهم وفاءا لها و اقدمهم خدمة تحتهم .,كان محافظ حماه سنة 1964 عندما ضربها حمد عبيد و صلاح جديد . و عندما استلم منصب محافظ القنيطرة عام 1966 حتى 1967 , اعطى امرا بانسحاب العوائل النصيرية من القنيطرة و هدد بقتل أي عائلة اخرى تغادر البلدة بالقوات التي كانت تحت تصرفه. تولى منصب محافظ حماه ثم دمشق و وزيرا للخارجية بقي فيه 14 سنة متواصلة و كان من اعضاء اللجنة السداسية التي ادارت البلاد ايام مرض حافظ , اصبح نائب رئيس منذ عام 1984 حتى هلاك حافظ و خلفه بعد ذلك فاروق الشرع (الذي يصفه حمود الشوفي بحثالة اهل السنة). كان من اشد المعجبين بالثورة الايرانية , يقول نقلاوس فان دام بأن زوجة خدام من عائلة هواش النصيرية منذ 1954 , ثم تزوج امرأة مسلمة لاحقا من بيت طيار المسلم. قام بإعلان رئاسة بشار الاسد لسوريا و ترقيته لرتبة لواء . ثم في النهاية في عام 2005 اعلن انشقاقه و هرب و حكم عليه بالمؤبد و اتهم بالخيانة العظمى , فقام  باتهام النظام بالطائفية.
عبدالرؤوف الكسم : محسوب اخر على المسلمين السنة , من اسرة دمشقية معروفة , مهندس معماري متخرج من جنيف , عين وكيلا لجامعة دمشق سنة 1979 ثم محافظا لها و تولى رئاسة الوزراء عام 1980 حتى عزل عنها سنة 1987 و انتقل ليكون مشرف التنسيق في مكتب الامن القومي بين البعث و اجهزة المخابرات . كان صاحب ثروة جراء عمله كمقاول و كان يحظى بثقة حافظ حتى وضعه في في الللجنة السداسية المشرفة على البلاد ايام مرضه , ودعمه امام رفعت الذي اراد الاطاحة به من الوزارة سنة 1984 , اشتد الصراع بين الكسم و الضباط المؤيدين لحافظ حتى انه في احد الايام عندما رفض الكسم اعطاء تراخيص بناء على اراض زراعية وجدت جثة احد اقاربه مقتولة و مهمشة على طريق الزبداني . و عندما وصلت الامور لطريق مسدود بينه و بين الضباط النصيريين قام حافظ بإقالته و تعيينه في الامن القومي حتى عزله سنة 2000 عندما اعلن بشار أنه سيقوم بتطهير البلاد من الفساد , قدم الكسم كقربان حيث سجن لاحقا بتهم تتعلق بالفساد.
محمود الزعبي : مثال آخر على النهايات المأساوية للمنافقين ,انتسب للحزب بعد انقلاب حافظ و ذلك سنة 1971 و اصبح عضوا كاملا فيه سنة 1980 و تم تعيينه عام 1981 رئيس لمجلس الشعب. كان الزعبي من اشد المعارضين ,لكن لحكومة الكسم , كان اقصى طموحه ان يكون رئيس وزراء , وهو ما تم له لاحقا بعد عزل الكسم عام 1987 و تعيينه مكانه , وبقي رئيسا للوزراء حتى سنة 2000 حيث في النهاية تم فصله من الحزب و اتهامه بالفساد بعد ان تم تقديمه كسلفه قربانا لقضية محاربة الفساد ,و من ثم اعلن انتحاره في نفس السنة .


في النهاية الامر المشترك بين هؤلاء ليس انتمائهم للاكثرية المسلمة في سوريا ,بل سرعة التخلص منهم قبل اي منافس نصيري و جعل اي عنصر مخابرات نصيري يهز اركانهم بتقرير واحد . فلم يحققوا نجاحا على المستوى الشخصي ولم يرضوا لا ابناء الطائفة النصيرية و لا ابناء دينهم من المسلمين. وهذه نهاية كل متملق نفعي لا يرى ابعد من انفه. ندعو الله ان يهدينا و نتعلم من اخطائنا و لانعود لنصبح خرافا تساق ذات اليمين و ذات الشمال.





حزب البعث الجاني ام الضحية ؟




يعتقد العديد من المحللين السياسيين ان سبب ما يحدث في سوريا الآن و منذ اكثر من 40 سنة هو بسبب حزب البعث , مختزلين بذلك احداث سوريا بمنظر له قالب سياسي.
هم محقون في ذلك ,و  لكن ظاهريا , فحزب البعث نفسه لو كان له لسان لنطق ببراءته مما يحدث الان, وتلك ليست شهادة له بالبراءة , بل هي شهادات مؤسسيه انفسهم الذين اسسوه و شاهدوه يتحول امامهم من فكرة مبهمة الى مسخ مسعور مشوه , ولسان حالهم يقول فيه المثل العربي "سمّن كلبك يأكلك" .
تأسس حزب البعث عام 1947م على يد ميشيل عفلق و صلاح البيطار عندما عاد كلاهما من فرنسا عام 1933 (1) و في نفس العام شكلت لجنة لوضع دستور الحزب وكانت تتشكل من (مييشل عفلق – صلاح الدين البيطار - وهيب الغانم - عبد المنعم الشريف - صدقي إسماعيل - جمال الأتاسي - عبد البر عيون السود) , وتم تشكيل هيئة تنفيذية تشكلت من (البيطار – جلال السيد -  وهيب الغانم )و انتخب عفلق عميدا للحزب (2) . و في نشأة البعث نفسه لم يكن مكونا من تيار واحد متجانس ,بل تشكل من 4 احزاب 3 منها تحمل إسم البعث خلال الفترة بين 1944 -1947 و الرابع هو حزب الحوراني (العربي الاشتراكي) الذي اندمج مع البعث سنة 1952 ايام حكم الشيشكلي بعد خلافه مع الحوراني , والاحزاب هذه يتكلم عنها نبيل الشويري قائلا :" الحزب في الأساس أربع كتل ولكل كتلة نكهة خاصة ولها اتجاه يختلف عن الأخرى, فمنها من كان يعتبر نفسه يسارياً والبعض يعتبر نفسه يمينياً, ومنها من يغلب القومية على الاشتراكية ولا يجد غضاضة في التعامل مع البرجوازي, بينما يكن الآخر العداء للبرجوازية, فضلاً عن أن البعض كان يصر على علمانية الدولة بينما يعتقد البعض الآخر بأن من الضروري مسايرة التيار الإسلامي. إذن لم يكن هناك حزب متماسك منذ البداية أي مؤسسة سياسية بل كان هناك تجمع لأربعة أحزاب: ميشيل عفلق الذي كان يعتمد على البيطار بالدرجة الأولى, وجلال السيد ذو الفكر التطوري لا الثوري, وهو قومي أولاً وأخيراً ويرغب في الوحدة والتعاون مع الرأسمالية ومع العراق ومع نوري السعيد, وهناك جماعة وهيب الغانم اليسارية ثم أكرم الحوراني وحزبه وأنصاره" (3). و كانت مجموعة وهيب غنيم تعتبر مفكرها الرئيسي هو زكي الارسوزي و من ابرز الاسماء تحتها فايز اسماعيل ,صدقي اسماعيل و سامي الجندي , وجميعهم نصيريون ما عدا الجندي اسماعيلي .
كان الحزب في بدايته ضعيف التأسيس اذا ان عدم تجانس عناصره ادى لكونه حزبا فضفاضا غير واضح في اتجاهاته , فهو أيد انقلاب حسني الزعيم , ثم انقلب عليه , ثم أيد الحناوي , ثم انقلب عليه مرة اخرى , و ساعد في انقلاب الشيشكلي و كان اول من نادى بإسقاطه , ثم ساعد على الوحدة مع مصر, واول من وقع على وثيقة الانفصال , ثم تعاون مع الناصريين للوصول للوحدة مرة اخرى , ثم انقلب على الناصريين انفسهم لاحقا .وكان اكرم الحوراني اكثر العناصر المثيرة للجدل في تاريخ الحزب , فهو حتى بعد اندماج حزبه (العربي الاشتراكي) مع (البعث العربي) كان ينتقد عفلق و البيطار ويسميهم ب(الأفندية) بسبب كونهم استاذة و طلاب و ليسوا عمال او فلاحين (4)و ربما كان ينقم عليهم بسبب كونهم من عوائل برجوازية دمشقية بينما هو من عائلة متوسطة الحال(5).
وكان يشجع الحزبيين على الدخول في الجيش ,و يشجع تحزيب العسكريين للبعث للاستيلاء على السلطة (6) و في فترة الانفصال بعد ان حل عبدالناصر الاحزاب كلها , كان رؤساء الحزب ناقمين بشدة بسبب عدم استلامهم مناصب في سوريا , وكان الحوراني اكثرهم نقمة بسبب عدم اعطائه أي سلطات حقيقية من قبل عبدالناصر فقد كان يمني نفسه بأن يكون نائب عبدالناصر في سوريا , وازدادت نقمته بعد ان رأى ان جمال عبدالناصر بدأ في بعثرة البعثيين  فذهب لعبدالناصر ليشتكي اليه الامر و محرض ضد الاخوان و اثرياء دمشق , ناسيا انه ممثل الشعب السوري و ليس (حزب البعث) فقط .(7) حتى انتهى الامر بالحوراني للانفصال عن الحزب و اخذه بانتقاده متهما الحزب بأنه (باع) نفسه لعبدالناصر (8).
توجد هناك صفتان رئيسيتان تميزان (البعث) , اولهما نزعته الانقلابية و ثانيهما تأسيسه ليكون حزبا للاقليات . يقول مؤسس الحزب (عفلق) في كتابه (في سبيل البعث) " إن حركتنا عربية انقلابية, وقد بيّنا العلاقة بين الانقلابية والصفة القومية وقلنا إن انقلابيتنا تنبع من صلتنا القومية وشعورنا بفقر الواقع وقساوته وضرورة تبديله والقيام بانقلاب يرجع إلى الأمة حقيقتها ويظهر كفاءتها الحقيقية وروحها وأخلاقها"(9) و قال ايضا في كتابه (نضال البعث) معرفا اشتراكية البعث : " اشتراكية انقلابية علمية وإن البعث لا يمكن إلا أن يكون اشتراكياً انقلابياً" (10) و قال مرة اخرى في كتاب (معركة المصير الواحد) : "الانقلاب هو وحده الذي يكون الشخصية العربية من جديد" (11) و عاد ليؤكد مرة اخرى النزعة الانقلابية قائلا :يجب ان تكون الحركة الانقلابية قادرة دائماً وأبداً على إنتاج الأدوات الانقلابية وخاصة الإنساني منها, وأن تجعله موضوع نقدها لتخلصه من كل عور أو انحراف قد يعلق به" (12). يضيف بشير سرور زين العابدين معلقا على كلمات عفلق " ولا شك بأن الكوادر الحزبية كانت وفية لمبادئها إلى درجة أنها اضطرت للانقلاب على منظرها عفلق لتصحيح مسيرة الحزب, خاصة وأنه هو الذي رسخ في نفوسهم بأن تصحيح الحركة في الفكر البعثي لا يتحقق إلا عن طريق الانقلاب! "(13).
اما بخصوص (حزب الأقلية) , فمن المعروف ان حزب البعث في بداياته كان معظم اعضائه من الاقليات الموجودة في الريف لا المدن , و بالأخص الاقليات الباطنية بشكل بارز .الامر الذي جعل سامي الجندي احد اوائل المنضمين للحزب (وهو من اسماعيلي) يقول لقد انتشر الحزب في الریف، ولكنھ كان ضعیفا فًي دمشق وباقي المدن السوریة، وصار الحزب كبیرا فًي جسمھ صغیرا فًي رأسھ، حیث أن الأقلیات الدینیة كانت متواجدة أصلا فًي الریف، ومنھا النصیریون والدروز، وأن المدن كانت أساسا مًسلمة سنیة، في تكوینھا[ الدیمغرافي (14).
بينما يصرح عفلق بكلامه "من خصائص المرحلة الانقلابية اذن ان تكون قيادة الحركة الانقلابية بيد أقلية تترجم حاجات الشعب العميقة"(15) , و كان احد مظاهر هذه العقلية التي لاحظها الجميع هو وقوف الاقلية موقف العداء من الاغلبية , وبغض النظر عن الادبيات الدينية و التاريخية للاقليات التي وصلت للحكم ,فإن فكر الحزب نفسه ساعدها اكثر في ترسيخ فكره الكراهية هذه. وقد وجدت هذه الاقليات في حزب البعث متنفسا و بيئة مثالية لهم لتغطية مبادئهم العقائدية و التي تجلت بشكل بارز عندما تم تشكيل فرقة سرية اسمها (اللجنة العسكرية) ايام الوحدة مع مصر عام 1959 و كانت مؤلفة من 5 اشخاص , 3 نصيريين (عمران , جديد و حافظ) و اسماعيليان (عبدالكريم الجندي و احمد المير) , وتوسعت بعد الانفصال لاحقا لتضم 5 نصيريين (تمت اضافة عثمان كنعان و سليمان حداد) و 6 مسلمين سنة !من اصل 15 عضو (16). بل أنه وبعد الانفصال, ايام حكم اللواء الدرزي عبدالكريم زهر الدين , يقول زهرالدين نفسه بعد انقلاب 1962 الذي طرد فيه النحلاوي , تم استبدال الضباط الدمشقيين بضباط حسب وصفه "لا يضمرون على دمشق و اهلها الا كل حقد و كراهية"(17).
و عند وصول الحزب الى السلطة سنة 1963 , ظهر التناقض في اظهار الحزب نفسه كحزب اقليات و بين اعتبار نفسه حزبا قائدا للدولة , فحصلت عمليات تنسيب جماعي كان نصيب الاسد منها للاقليات و خاصة النصيرية حيث لاحظ  نقولاوس فاندام انه بعد الانقلاب زادت نسبة التنسيب للحزب في طرطوس بنسبة 201% و اللاذقية 146% بينما لم تزد في دمشق عن 41% (18) .
و في نهاية المطاف تم التخلص من كل قيادات الحزب و مؤسسيه و ظهور انقسام بين اعضاء الحزب الذين اخذ كل واحد منهم يتهم الآخر بأنه لا يمثل البعث , بطريقة مثيرة للسخرية . ما حدا بالبيطار ان يستقيل من الحزب نفسه في 10/11/1967م , و فصل الحوراني عن الحزب عام 1962 و هروبه الى بيروت 1964 و تأسيسه لحركة (الاشتراكيين العرب) التي تحولت الى (حزب العهد) , واما  ميشيل عفلق فقد هرب للبرازيل ثم للعراق و صرح منها قائلا بأنه "يشك بأن هذا الحزب حزبه و أن هذه المبادئ هي مبادئه"(19).
و بعد ان انقلب السحر على الساحر , يمكن الاجابة على السؤال الذي في العنوان , بأن البعث هو ضحية و جان في نفس الوقت , ضحية مبادئه و افكاره و حماقته , و جاني على ملايين المواطنين الذين لم يروا منه الا كل شر منذ تأسيسه حتى هذه اللحظة.