الأحد، 2 سبتمبر 2012

لا يولد الظالم ظالما

لا يولد الظالم ظالما 

يعلمنا التاريخ دوما ان الطغاة لا يكونوا دوما في بداية حياتهم حكاما و طغاة ومستبدين. بل ان اكثرهم كانوا اناس بسطاء يعشيون مما يكفيهم بل و ربما كانوا من المكافحين احيانا اخرى.
في قصة قرأتها عن اليهود في دمشق. فقد كان اليهود في بلاد الشام عموما و دمشق خصوصا مجرد اناس عاديين لهم عاداتهم و طقوسهم الخاصة ولم يكن يتدخل فيهم احد و كانوا يعيشون كباقي الشعوب في البلد. الان انه في عام 1805 تم تعيين يهودي اسمه (حاييم فارحي) من قبل والي دمشق و صيدا احمد باشا الجزار بمركز وكيل الصيرفة ( اي مسؤول المالية) و بعد موت الجزار سافر حاييم الى اسطانبول وكان له الدور الاكبر في تعيين خلف لأحمد باشا وهو سليمان باشا و عهد الوالي الجديد الى حاييم ادارة الشؤون العامة فكان حاييم يعزل المسلمين ويوليهم دون ان يعارضه احد . وبلغ من تدخله في شؤون الدولة انه كان يمنع عن ادارة المالية كل منافس لأسرته سواء في صيدا او دمشق او حتى حلب.
واستطاع حاييم ان يساهم في تعيين خليفة لسليمان باشا وهو عبدالله الخزندار الذي ساعده قبل ان


يصبح واليا في ان يكون مدير ادارة في عهد سليمان باشا.
ولكن الوالي الجديد كان يريد التفرد بالسلطة وصلته انباء نفوذ حاييم وتلاعبه واثاروا الشكوك حوله فما لبث ان اعدمه عام 1820 . و ثار عليه اخوة حاييم وتحالفوا مع خصومه . وكانت اسرة فارحي لا تزال تحتل موقعا قويا في دمشق بفضل مواردها المالية و يتولى افرادها خزينة دمشق .لكن سكان دمشق اخذوا يرسلون الشكاوى للسلطان ويحذرونه من خيانة اليهود والاعيبهم ويعلنون انه من عدم الجائز ائتمانهم على خزنة دمشق.

من كتاب (يهود دمشق) بتصرف.

هناك تعليق واحد:

  1. لسسا بدنا فت خبز كتير ... و هل عم نفتت ... و الى النصر

    ردحذف